الجمعة، 17 مايو 2013


الرسول صلى الله عليه وسلم مربياً ومعلماً

 

لقد كان رسول الله لا يزال بسنته – معلماً ومربياً كأفضل ما يكون المعلم أو المربي ورغم أنه كان أمياً من أمة أميه إلا أنه كان نموذجاً للمربي الناجح والمعلم المتميز في تعليمه لأمته .
ولقد أثبت الرسول في سنته أنه بعث معلماً ، فعن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم من بعض حجره ، فدخل المسجد ، فإذا بحلقتين : إحداهما يقرؤون القرآن ويدعون الله تعالى ، والأخرى يتعلمون ويعلمون ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( كلٌ على خير ، هؤلاء يقرؤون القرآن ويدعون الله ، فإن شاء أعطاهم وإن شاء منعهم ، وهؤلاء يعلمون ويتعلمون وإنما بعثت معلماً فجلس معهم )) كما قال صلى الله عليه وسلم (( إن الله لم يبعثني مُعنتاً ولا متعنتا ، ولكن بعثني معلماً ميسراً )) وقال الإمام الغزالي - رحمه الله (معلقاً على قول الرسول صلى الله عليه وسلم لعائشة : ( إن الله لم يبعثني مُعنتاً ولا متعنتا ولكن بعثني معلماً ميسراً )) وفي إبهامه صلى الله عليه وسلم وعدم مصارحته ومواجهته لعائشة بالزجر إشعار بأن من دقائق صناعة التعليم أن يزجر المعلم المتعلم عن سوء الأخلاق باللطف والتعريض ما أمكن ، من غير تصريح، وبطريقة الرحمة من غير توبيخ ، فإن التصريح يهتك حجاب الهيبة ، ويورث الجرأة على الهجوم بالخلاف ، ويهيج الحرص على الإصرار ومن تأمل حسن رعايته للعرب مع قسوة طبائعهم ، وشدة خشونتهم ، وتنافر أمزاجهم وكيف ساسهم ، واحتمل جفاءهم ، وصبر على أذاهم ، إلى أن انقادوا إليه والتفوا حوله ، وقاتلوا أمامه ودونه أعز الناس عندهم وآثروه على أنفسهم ، وهجروا في طاعته ورضاه أحياءهم وأوطانهم ، وهو لم يمارس القراءة والكتابة ولا طالع كتب الماضين ، ولا أخبار المربين السالفين من تأمل هذا تحقق له بنظر العقل أنه هو المعلم الأول والمربي التربوي لأمته ..
لقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مربياً عظيماً ، ذا أسلوب فريد يعامل كل فرد بما يناسبه رجلاً كان أو امرأة ، صغيراً كان أو كبيراً ، طفلاً كان أو شاباً ، كان يراعي الفروق الفردية في معاملته لكل فرد من أصحابه ، كما يراعي مواهبهم واستعداداتهم وقدراتهم وطبائعهم يراعي في الطفل طفولته ، وفي الرجل رجولته ، وفي المرأة أنوثتها ، وفي الشباب شبوبته وفي الكهل كهولته لكي ينمي في كل فرد قدراته ، ويوجه طاقاته ، وبذلك يحقق للفرد السعادة ، وللمجتمع النهوض والرقي .

                                                                                 وفقك الله

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق